التعليم هو أهم أسس الدول الناجحة، فإذا أردت التقدم بدولة أو إضعاف أخرى ما عليك سوى إستهداف النظام التعليمي بها، ومنذ التداعيات الأخيرة التي يشهدها العالم من إنتشار فيروس كورونا المستجد، تأثر التعليم بصورة كبيرة، نظرا لفرض الحجر المنزلي في الكثير من الدول، وتقليل التجمعات في كثير من الأماكن كان أولها هو المدارس والجامعات، لذا بمحاولات الدول في التعايش مع وجود الفيروس مع المحافظة على التباعد الاجتماعي ظهر مصطلح التعليم الهجين.
محتويات المقال
ما هو التعليم الهجين؟
هو نظام تعليمي تم الأعتماد عليه نتيجة ما يمر به العالم من انتشار فيروس كورونا
وهو يضم التعليم عن بعد والتعليم وجها لوجه، وأتجهت كثير من الدول النامية والمتقدمة
في استخدام التعليم الهجين، لضرورة استمرار الحياة في ظل ما يعيشه العالم.
هذا المفهوم أدى بعض المخاوف عند الأهالي نظرا لتعويدهم على نظام التعليم التقليدي
والذي يقتضي حضور الطالب إلى المدرسة أو الجامعة، لكن ومع ظل التطورات التي تحدث فإن مفهوم التعليم تغير كثيرا عن ما مضى، وذلك بالمحاذاه مع ظهور الإنترنت والتقنيات الحديثة، فأصبح من السهل على جميع الطلاب الوصول إلى المناهج الخاصة بهم عن طريق حساباتهم الخاصة على الإنترنت.
ووفقا لأبحاث أجريت قبل ذلك، تؤكد على وجود أكثر من 30% من الطلاب درسوا على الأقل مادة واحدة عن طريق الأنترنت، وإذا دققنا جيدا سوف نكتشف أن التعليم عن بعد ليس بعملية جديدة، فكان يحدث قديما فيما يعرف بالتعليم بالمراسلة، حيث كانت توفر الجامعات والمدارس المقررات للطلبة وترسلها لهم عن طريق البريد، وذلك للطلبة الغير قادرين على التواجد اليومي في المؤسسة التعليمية.
قد يهمك أيضاً ………..كيف أبدأ تعلم البرمجة
كيفية تطبيق التعلم الهجين
جاءت فكرة التعلم الهجين للتخلص من الأعداد الزائدة للطلبة في حصص الدرس، وخاصة أن هذه الأعداد تتزايد في الدول النامية والأقل تقدم، ولضرورة إستمرار الحياة في ظل تداعيات الدولة لمواجهة فيروس كورونا.
ويتم هذا النظام على تقسيم الطلاب إلى جماعات صغيرة، مع الحرص في إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من تعقيم أماكن التدريس وقاعات المحاضرات، ووجوب ارتداء الكمامة، ذلك كله مع استخدام أفضل التقنيات الإلكترونية الحديثة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
مع الحرص على حساب النسبة بين التعليم وجها لوجه والتعليم عن بعد بهدف تحقيق المحتوى المعرفي والمهاري لدى الطلاب، وكما وجب تدريب أعضاء هيئة التدريس العاملة على نظام التعليم عن بعد، وتقديم الدعم للطلاب كذلك توفير وسائل التعليم عن بعد، كما توفر وزارة التربية والتعليم جداول الطلبة والساعات المحددة لتلقي التعليم عن بعد، كذلك تحديد الأهداف السلوكية والعامة وتوفير المناهج المناسبة مع نظام التلقي عن بعد لتحقيق أهداف التعليم الهجين.
التعليم الهجين في المدارس
في مصر اعتمد هذا النظام وطبق على المدارس وذلك من مرحلة الصف الرابع الابتدائي وحتى المرحلة الثانوية، حيث تم تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة، تتناوب في الذهاب إلى المدرسة خلال الأسبوع الدراسى، ويتم التعلم عن بعد في هذه المرحلة عن طريق الدروس التي تقدم على القنوات التعليمية، والمقامة تحت رعاية وزارة التربية والتعليم في مصر.
حيث تعلن القنوات التعليمية عن مواعيد الدروس المقدمة، ومواعيد إعادتها في حال لم يستطع أحد الطلاب مشاهداتها، كما يستطيع الطالب المتلقي التواصل مع المعلم المقدم الدرس في حال لم يتمكن من فهم أحد النقاط.
أما فيما يخص التعليم وجها لوجة في المدرسة فهو يقوم على ممارسة الأنشطة الملحقة بالمواد التعليمية المدرسة مسبقا، كذلك تحقيق الجانب المعرفي وبعض المهارات لدى الطلاب، وهذا كله بهدف تحقيق التعليم الهجين واستمرار الحياة بمصر.
التعليم الهجين في الجامعات
استعدت الجامعات لنظام التعليم الهجين لاعتماده في العام الدراسي الجديد، وحرصت الجامعات لتوفير كافة الطرق الممكنة لتحقيق التعلم الهجين على أتم وجه، وقد تم الأعلان عن نظام التعليم الهجين على إنه الوضع الطبيعي الجديد للتعليم.
أكدت الحكومة المصرية على اعتمادها على نظام التعليم الهجين، الذي يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم وجها لوجه، وأوضحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنه تم تطبيق التعليم الهجين على كافة جامعات الجمهورية، وقد تركت الوزارة للجامعات حرية التحكم في تقسيم الفئات الطلابية بين التعليم عن بعد والتعليم وجها لوجه، وذلك بناء على ما تتمكن الجامعة من استيعابه من أعداد الطلبة، وذلك تحت شرط تحقيق التباعد الأجتماعي وتقليل أعداد الطلبة المتواجدين في الحرم الجامعي، للمحافظة على حياة كل من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
كما تشمل خطة التعليم الهجين محاور أساسية هي (التعليم- التقييم- الخدمات و الأنشطة)، وذلك في ظل إستخدام منصات التعليم الألكتروني كأحد وسائل التعليم عن بعد، وهذا يحدث تحت جدول دراسي محدد لكل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، لتيسير عملية التعليم في مصر.
مميزات نظام التعليم الهجين
نظام التعليم الهجين والذي أنتشر بصورة أكبر مؤخرا لتحقيق التباعد الإجتماعي، يحتوي على الكثير من المميزات القادرة على إنجاحه، ومن هذه المميزات:
- يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم وجها لوجه.
- يتحول الطالب الخاضع لهذا النظام إلى متعلم مدى الحياة بصورة تدريجية.
- تخضع الأعداد الكبيرة للطلبة إلى التقسيم لمجموعات صغيرة.
- يحتوي على ثلاث مراحل، التعليم، التقييم والأنشطة والخدمات.
- تقديم الدعم المستمر للطلاب على المستوى التعليمي.
- توفير مقررات إلكترونية تماشيا مع التعلم عن بعد.
- يسهم التعلم عن بعد في استخدام كافة أنواع صفحات التواصل الأجتماعي.
- يزيد من تفاعل الطلاب مع المعلمين.
- لا يؤثر على مدى التحصيل عند الطلبة.
- استطاعة الطلبة على الاطلاع على مناهج أخرى مقاربة لمناهجهم.
- تدريب أعضاء هيئة التدريس، بالتنسق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
- تقليل الأعداد الطلابية في المؤسسات التعليمية.
- تسهيل العمل أثناء الدراسة نظرا لوجود جداول خاصة بكل مجموعة تعليمية، وخاصة لأصحاب الدراسات العليا.
- التعليم عن بعد مطابق للأساليب العالمية والمحلية.
- تختص كل جامعة بتحديد أيام العمل وتقسيم الطلاب والجداول الخاصة بها.
- استخدام آليات مرنة في الجامعات والمدارس التي تتبع نظام التعليم عن بعد.
عيوب التعليم الهجين
برغم المميزات التي يتحلى بها نظام التعليم الهجين إلا أنه مثله مثل غيره، يواجه بعض التحديات والعيوب التي من شأنها أن تؤدي إلى تعطيل السير في نظام التعليم الهجين.
ومن التحديات التي تواجه عملية التعليم الهجين هي:
- عدم وجود الكفاءة الكافية لدى بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في استخدام المواقع الالكترونية.
- مخاطرة أن بعض الأجهزة المستخدمة من قبل المعلمين والمتعلمين ليست على قدر كافي من الجودة.
- تواجد بعض المصاعب في عمليات التقويم التي تحدث على فترات وطريق التصحيح الإلكتروني المتبعة.
- إرتفاع تكاليف الأجهزة الذكية.
- انخفاض مستوى الرقابة الصحيحة والتقويم.
- التركيز من قبل المؤسسة التعليمية على الجانب المعرفي والمهاري، وإهمال الجانب العاطفي لدى الطلبة.
- عدم تمكن بعض الطلاب في الوصول السريع إلى المواقع الالكترونية.
- بعض الطلاب ليست لديهم القدرة على أمتلاك أجهزة ذكية.
- الكثير من الطلاب لا يملكون توصيلات الكترونية في منازلهم مما يحجمهم عن الالتحاق بالدروس الالكترونية.
ورغم كل ذلك فأن الدول تحاول جاهدة ومن بينهم مصر في تزليل العقبات التي من الممكن أن تواجة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، لتحقيق أقصى استفادة من نظام التعليم الهجين.